صور ورسوم الدم المسيئة للعرب و المسلمين
صفحة 1 من اصل 1
صور ورسوم الدم المسيئة للعرب و المسلمين
ليست هذه المرة الأولى التي تقوم فيها صحف دانمركية أو أوروبية بنشر رسوم كاريكاتورية عن النبي محمد(ص)، وليست كذلك المرة الأولى التي يتم فيها مهاجمة المسلمين بشكل علني في الصحافة والإعلام الغربي، فكلما أراد كاتب أو رسام «كسدت بضاعته» أن يسلط الضوء على نفسه، نجده هاجم المسلمين بلوحة أو مقالة أو تصريح تلفزيوني، لأنه مدرك تماماً قدرة العرب السريعة على تلقي مثل هذه المعلومات وتضخيمها وجعلها الخبر الرئيس في صحافتهم، ليصبح هذا الرسام أو الكاتب نجماً عالمياً بشهرة نجوم هوليود.
وبالوقت ذاته ستجد صوره ورسوماته أو مقالته بدأت تتداول عبر الشبكة الإلكترونية سواء عن طريق المدونات والمواقع والبريد واليوتوب، ليتصدر العرب في تلك الفترة، أو ما يمكن أن نسميها «الهبّة الإلكترونية» أو «الفزعة»، أكثر مرسلي الرسائل الإلكترونية في العالم، ولتجد الفضائيات موضوعاً شيقاً تبحث فيه.
وهذا ما حدث مؤخراً حين قامت 14 صحيفة دنمركية بإعادة نشر رسوم كاريكاتورية كانت قد رُسمت سابقاً للنبي محمد (ص) بخطوة قالت الصحافة الدانمركية عنها إنها تهدف لكسر ما يمكن أن يكون تابوهات أو محظورات في بلد كالدانمرك يُسمَحُ فيه بانتقاد كل شيء، «ابتداء من الله ورئيس الدولة، مروراً بالأديان والأنبياء، وصولاً لكل مفاهيم المقدس والمحظور والممنوع في دول أخرى»، لكونهم كما يزعمون بلداً علمانياً ديمقراطياً بعيداً عن إشكاليات الأقليات والطوائف والحروب الخارجية وغيرها.
ومنذ ذلك الوقت نشط مئات، بل آلاف من «الإنترنتيين» العرب المتطوعين في إرسال رسائل تدعو لمقاطعة البضائع الدانمركية، على أي بريد إلكتروني يجدونه أمامهم في صحيفة أو موقع إلكتروني، مما بدا وكأنه حملة دعائية لهذه الرسوم وللمنتجات التجارية الدانمركية أكثر مما هو حملات لمقاطعتها، وأصبحت الإيميلات الشخصية تطفح بهذا الكم من الرسائل الدعائية التي تدعو لحملة جهادية «إلكترونية» ضد الدانمركيين «الكفار» بحسب وصف مرسلي هذه الرسائل أو في مدوناتهم وعلى مواقع التواصل كالفيس بوك الذي تضخم هو الآخر بالمجموعات والصور الداعية «والدعائية» لمقاطعة منتجات الدانمرك.
فأصبحنا يومياً نفتتح البريد الإلكتروني برسائل مجهولة المصدر بالنسبة لنا معنونة بـ«قاطع الدنمرك من أجل نبيك»، «انشرها نصرة لله ولرسوله». وتحديداً الثانية وهي: انشرها..، وهي في الغالب بريد يذكر بأن الرسوم قد نشرت ويستعرض أكثر من 50 منتجاً دنمركياً من أجبان وألبان وغيرها، ربما لو علمت الشركة الدنمركية المنتجة بصاحب الفكرة لبعثت له برسائل شكر وهدايا على هذه الدعاية المجانية لها.
والسؤال لماذا:
ليست الفكرة هي السكوت عن الخطأ، أو تبرير الهجوم على المعتقد بدعوى الحرية والديمقراطية، ولكن لماذا لا نفكر دوماً إلا بمنطق «يحق للشاعر ما لا يحق لغيره؟».. يستطيع أي زائر للدول العربية –لمن لا يسكنها- أن يسمع في كل يوم جمعة ذلك الكيل من الهجوم والشتائم على الطوائف والأديان الأخرى من منابر بعض المساجد دون رقيب أو حسيب، «اللهم امحق اليهود والنصارى فإنهم لا يعجزونك»، «اللهم دمر الرافضة ومن معهم»، وكأن النصارى هؤلاء مخلوقات فضائية ليسوا من مجتمعنا العربي ولا من نسيجه، ولا يشكلون الديانة الثانية لدينا، وكأن الرافضة أو الشيعة كذلك، أو في المقابل السنة في بعض المساجد الشيعية هم أعداء الأمة ومحتلوها وسارقو نفطها وخيراتها، دون حسيب أو رقيب من الدول والمؤسسات!!
ربما تبدو المسألة وكأنها جانب من عقد النقص بالحرية لدى هؤلاء العرب الشباب، أو ربما هي سوء فهم لمفهوم الحرية بحد ذاته، لأنهم أصلا ولدوا وتربوا وعاشوا على مجموعة من عقد الخوف التي كُرّسَت لتغدو في دواخلهم كما النخاع الشوكي، لذلك تجدهم يحاولون الهرب من عقد الخوف هذه بصب جام غضبهم على كل ما لا يمكنه أن يُغضب سلطاتهم الفوقية، والتي تبدأ من السلطات الأمنية، والسلطات البطريركية «الأبوية»، والسلطات الدينية والاجتماعية، وهذا بطبيعة الحال ما وفرته لهم هذه الصور والرسوم، لكون الهجوم على دولة أوروبية هامشية غير مؤثرة في القرار العالمي لن يغضب أحداً، وبالعكس سيساعد في صرف أنظارهم عن قضايا ومسائل كبرى، كقضايا الإصلاح والديمقراطية والتعددية في بلدانهم.
هؤلاء «الجند المجندون» على شبكة الإنترنت الذين يحاولون تجييش «الجيوش الإلكترونية» وإعادة فتح الدانمرك لتكون أندلساً جديدة، هم ذاتهم الذين طالما سمموا شبكة الإنترنت برسائلهم الطائفية التي تأتي تحت عناوين مثل «الرافضة الكفار»، «قتلة الإمام»، وغيرها من سموم طائفية تبث بين جيل الفتيان الصغار الذين لا يعون ولا يميزون، فتتولد الكراهية في قلوبهم من أجل العبث فقط.
لماذا ننتظر دوماً إساءة مرسومة أو مكتوبة لكي تثور ثائرتنا، بينما نشاهد يومياً مئات اللوحات الملونة بالدم العربي التي يرسمها المارينز في العراق والجنود الإسرائيليون في فلسطين ولا نحتج أو نعتبرها إساءة؟. وهل الإساءة فقط للرموز الكبرى هي التي يجب أن نثور لها، أما سرقة النفط واحتلال البلاد وقتل العباد لا يستحق ولو وقفة عز واحدة، وتجييش جيوش حقيقية للتصدي لها؟،وهل سيقبل نبي الإسلام "محمد عليه السلام" لو كان حياً بهذه الإساءات الدموية لأمته؟ أليس هدم الكعبة عنده أهون من قتل امرئ مسلم؟!
هل هنالك فعلا رسومات مسيئة أكثر مما نشاهده اليوم من شهادات عما كان يحدث في السجون العربية السياسية، وعما يحدث اليوم في غوانتانامو وأبي غريب والسجون الإسرائيلية؟. لماذا دوماً نصاب بعمى الألوان حينما يتعلق الموضوع بلون دمنا الحقيقي؟!
وبالوقت ذاته ستجد صوره ورسوماته أو مقالته بدأت تتداول عبر الشبكة الإلكترونية سواء عن طريق المدونات والمواقع والبريد واليوتوب، ليتصدر العرب في تلك الفترة، أو ما يمكن أن نسميها «الهبّة الإلكترونية» أو «الفزعة»، أكثر مرسلي الرسائل الإلكترونية في العالم، ولتجد الفضائيات موضوعاً شيقاً تبحث فيه.
وهذا ما حدث مؤخراً حين قامت 14 صحيفة دنمركية بإعادة نشر رسوم كاريكاتورية كانت قد رُسمت سابقاً للنبي محمد (ص) بخطوة قالت الصحافة الدانمركية عنها إنها تهدف لكسر ما يمكن أن يكون تابوهات أو محظورات في بلد كالدانمرك يُسمَحُ فيه بانتقاد كل شيء، «ابتداء من الله ورئيس الدولة، مروراً بالأديان والأنبياء، وصولاً لكل مفاهيم المقدس والمحظور والممنوع في دول أخرى»، لكونهم كما يزعمون بلداً علمانياً ديمقراطياً بعيداً عن إشكاليات الأقليات والطوائف والحروب الخارجية وغيرها.
ومنذ ذلك الوقت نشط مئات، بل آلاف من «الإنترنتيين» العرب المتطوعين في إرسال رسائل تدعو لمقاطعة البضائع الدانمركية، على أي بريد إلكتروني يجدونه أمامهم في صحيفة أو موقع إلكتروني، مما بدا وكأنه حملة دعائية لهذه الرسوم وللمنتجات التجارية الدانمركية أكثر مما هو حملات لمقاطعتها، وأصبحت الإيميلات الشخصية تطفح بهذا الكم من الرسائل الدعائية التي تدعو لحملة جهادية «إلكترونية» ضد الدانمركيين «الكفار» بحسب وصف مرسلي هذه الرسائل أو في مدوناتهم وعلى مواقع التواصل كالفيس بوك الذي تضخم هو الآخر بالمجموعات والصور الداعية «والدعائية» لمقاطعة منتجات الدانمرك.
فأصبحنا يومياً نفتتح البريد الإلكتروني برسائل مجهولة المصدر بالنسبة لنا معنونة بـ«قاطع الدنمرك من أجل نبيك»، «انشرها نصرة لله ولرسوله». وتحديداً الثانية وهي: انشرها..، وهي في الغالب بريد يذكر بأن الرسوم قد نشرت ويستعرض أكثر من 50 منتجاً دنمركياً من أجبان وألبان وغيرها، ربما لو علمت الشركة الدنمركية المنتجة بصاحب الفكرة لبعثت له برسائل شكر وهدايا على هذه الدعاية المجانية لها.
والسؤال لماذا:
ليست الفكرة هي السكوت عن الخطأ، أو تبرير الهجوم على المعتقد بدعوى الحرية والديمقراطية، ولكن لماذا لا نفكر دوماً إلا بمنطق «يحق للشاعر ما لا يحق لغيره؟».. يستطيع أي زائر للدول العربية –لمن لا يسكنها- أن يسمع في كل يوم جمعة ذلك الكيل من الهجوم والشتائم على الطوائف والأديان الأخرى من منابر بعض المساجد دون رقيب أو حسيب، «اللهم امحق اليهود والنصارى فإنهم لا يعجزونك»، «اللهم دمر الرافضة ومن معهم»، وكأن النصارى هؤلاء مخلوقات فضائية ليسوا من مجتمعنا العربي ولا من نسيجه، ولا يشكلون الديانة الثانية لدينا، وكأن الرافضة أو الشيعة كذلك، أو في المقابل السنة في بعض المساجد الشيعية هم أعداء الأمة ومحتلوها وسارقو نفطها وخيراتها، دون حسيب أو رقيب من الدول والمؤسسات!!
ربما تبدو المسألة وكأنها جانب من عقد النقص بالحرية لدى هؤلاء العرب الشباب، أو ربما هي سوء فهم لمفهوم الحرية بحد ذاته، لأنهم أصلا ولدوا وتربوا وعاشوا على مجموعة من عقد الخوف التي كُرّسَت لتغدو في دواخلهم كما النخاع الشوكي، لذلك تجدهم يحاولون الهرب من عقد الخوف هذه بصب جام غضبهم على كل ما لا يمكنه أن يُغضب سلطاتهم الفوقية، والتي تبدأ من السلطات الأمنية، والسلطات البطريركية «الأبوية»، والسلطات الدينية والاجتماعية، وهذا بطبيعة الحال ما وفرته لهم هذه الصور والرسوم، لكون الهجوم على دولة أوروبية هامشية غير مؤثرة في القرار العالمي لن يغضب أحداً، وبالعكس سيساعد في صرف أنظارهم عن قضايا ومسائل كبرى، كقضايا الإصلاح والديمقراطية والتعددية في بلدانهم.
هؤلاء «الجند المجندون» على شبكة الإنترنت الذين يحاولون تجييش «الجيوش الإلكترونية» وإعادة فتح الدانمرك لتكون أندلساً جديدة، هم ذاتهم الذين طالما سمموا شبكة الإنترنت برسائلهم الطائفية التي تأتي تحت عناوين مثل «الرافضة الكفار»، «قتلة الإمام»، وغيرها من سموم طائفية تبث بين جيل الفتيان الصغار الذين لا يعون ولا يميزون، فتتولد الكراهية في قلوبهم من أجل العبث فقط.
لماذا ننتظر دوماً إساءة مرسومة أو مكتوبة لكي تثور ثائرتنا، بينما نشاهد يومياً مئات اللوحات الملونة بالدم العربي التي يرسمها المارينز في العراق والجنود الإسرائيليون في فلسطين ولا نحتج أو نعتبرها إساءة؟. وهل الإساءة فقط للرموز الكبرى هي التي يجب أن نثور لها، أما سرقة النفط واحتلال البلاد وقتل العباد لا يستحق ولو وقفة عز واحدة، وتجييش جيوش حقيقية للتصدي لها؟،وهل سيقبل نبي الإسلام "محمد عليه السلام" لو كان حياً بهذه الإساءات الدموية لأمته؟ أليس هدم الكعبة عنده أهون من قتل امرئ مسلم؟!
هل هنالك فعلا رسومات مسيئة أكثر مما نشاهده اليوم من شهادات عما كان يحدث في السجون العربية السياسية، وعما يحدث اليوم في غوانتانامو وأبي غريب والسجون الإسرائيلية؟. لماذا دوماً نصاب بعمى الألوان حينما يتعلق الموضوع بلون دمنا الحقيقي؟!
فدوى- عدد المساهمات : 23
تاريخ التسجيل : 08/04/2009
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى